وزير الدّاخلية يشرف على تخرج دفعة الأطباء و الأعوان600 عون لتدعيم ولايات الجنوب الجديدة
بوعلام بوغلاف يوم 30 أفريل الماضي، بالوحدة الوطنية للتدريب والتدخل بالدار البيضاء ، على مراسم حفل تخرج الدفعة 16 لرتبة طبيب ملازم أول والدفعة 47 لرتبة عون حماية مدنية بعنوان سنة 2023، وهذا بحضور كل من وزير الإتصال السّيد محمد لعقاب، وزيرة الثقافة والفنون السّيدة صورية مولوجي ووزير اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمصّغرة السّيد ياسين المهدي وليد ، السّادة المدراء العّامون وقادة الأجهزة العسكرية والأمنية ، أعضاء البرلمان بغرفتيه بالإضافة إلى سفراء الدّول الشقيقة لتونس، فلسطين، موريتانيا وسوريا ، وحضر الحفل المدير العّام لديوان الحماية المدنية التونسية أمير اللّواء عبد الصمد بن جدو ، والسادة والسيّدات ممثلي الهيئات رسمية، المنظمات الوطنية وممثلي فعاليات المجتمع المدني، الأسرة الإعلامية وأسر الأعوان والضباط المتخرجّين .
اُستهلت مراسم حفل التّخرج بوضع باقة الزهور و قراءة فاتحة الكتاب ترحمًا على أرواح شهداء الواجب المهني ، ليقوم بعدها السيّد الوزير بتفتيش مربعات الدفعة المتخرجة والتّي ضمّت 27 طبيبا ملازما أولا و 600 عون حماية مدنية من ولايات الجنوب العشر المستحدثة ، في إطار تكريس السّياسة التّي أقرها رئيس الجمهورية السّيد عبد المجيد تبون، والرّامية إلى ترقّية المقاطعات الإدارية بالجنوب إلى ولايات كاملة الصّلاحيات، لدفع قاطرة التنمّية المستدامة بأقصى الجنوب الكبير، وتوفير جميع الوسائل البشرية والمادّية للتكفّل بالمواطنين وضمان أمنهم وسلامتهم عن طريق مختلف الأجهزة منها قطاع الحماية المدنية الذّي يسهر على إنقاذ الأرواح وحماية الممتلكات والبيئة .
تلقت الدفعة تكوينا نوعيا نظريا وتطبيقيا في مجال الوقاية ، الإسعاف، الإنقاذ والإطفاء على مستوى المدرسة الوطنية للحماية المدنية ببرج البحري وملحقاتها السّبع ، أشرف على تكوينهم خيرة الضباط أوكلت لهم مهمة التكوين والتدريب والتأطير من خلال تقديم برامج تكوينية تتماشى والتطوّرات الحاصلة و لمواكبة التحدّيات التّي يواجهها الإنسان اليوم في ظل التغيرات المناخية العالمية ، كما تضّم الدفعة المتخرجة في صفوفها 39 متربصا من مختلف الرتب من الدول الشقيقة، منهم 3 من الجمهورية العربية السّورية، 30 متربصا من دولة فلسطين و 6 من الجمهورية الإسلامية الموريتانية .
ألقى مدير المدرسة الوطنية للحماية المدنية العقيد مالك كسال بداية المراسم، كلمة أشاد فيها بمستوى ونوعية التكوين الذي تلقته الدفعة ، مثمنا جهود المكونين في المدرسة الوطنية وملحقاتها ،مدارس الشرف،الانضباط والوطنية ، أين تُدرّس القيادة ويتدرب الضباط على إتقان المعارف والإلمام بالتدخلات التي ترافقهم طيلة مسيرتهم المهنية وفي إطار التكوين المتواصل الهادف إلى تطوير قدراتهم ومؤهلاتهم العلمية والعملية وتمكينهم من أداء المهام بمهنية ، وحثّ الطلبة المتخرجين على التحلّي بالقّيم الرفيعة وباليقظة أثناء تأدية مهامهم في الحفاظ على حياة المواطنين وممتلكات البلاد .
تواصلت مراسم حفل التخرّج في جو تقليد الرتب وتوزيع الشّهادات على أوائل الدفعة من جميع الرتب ، وكذا متربصي الدول الشقيقة المشاركين في الدورات التكوينية التأهيلية على مستوى المدرسة الوطنية .
حملت الدفعة المتخرجة إسم المجاهد المرحوم ابراهيم غومة أمين عقال الطاسيلي ناجر،و إستلم التكريم نجله عضو مجلس الأمة وأمين عقال الطاسيلي ناجر السّيد البكري غومة قدّمه له السيّد وزير الداخلية ، وإستمع الجميع بعدها لقسم المهنة الذّي أداه المتخرجون ، وعاهدوا الله فيه على تأدية المهام ومراعاة الواجبات بأمانة وصدق وتلبية النداء في كل الظروف، ليتمّ تسليم وإستلام العلم ويقدّم المتخرجون استعراضا عسكريا مهيبا ومحكماً ، ميّزه تراصف وتراص مربعات الأعوان، كلهم قوة و عزيمة وطاقة يملؤها الإيمان وهم يُعزّزون قوافل زملائهم في الميدان، كما تخلّل الحفل مجموعة من التّمارين الصورية المركّبة والمناورات لمحاكاة حادث مرور، حادث نقل مواد خطرة، ومناورة لمحاكاة زلزال و تمرين لإخماد حريق صهريج محروقات ضخم ، تهدف في مجملها إلى التعريف بتخصّصات الحماية المدنية، العتاد وكذا التقنّيات المستعملة ، شاركت فيها جميع الفرق المختصّة في الكوارث والأخطار (الإشعاعية والبيولوجية والكميائية …) ، وأبهرت عروض الفرقة السينوتقنية الحضور بتمارين الطّاعة وإجتياز الحواجز النارية ، ونفّذت فرقة أشبال الحماية المدنية التي شاركت الإستعراض، مجموعة من التمارين جسّدت من خلالها حركات مُنقذة كطلب النجدة و الإبعاد المستعجل، كما تابع الحضور عروض فرق البحث والإنقاذ بالأماكن الوعرة أظهرت حنكة وكفاءة الأعوان المشاركين من خلال الحركات المتناسقة والتقنيات الدقيقة، كما تابع الحضور بإنتباه عرض لفرقة السّلالم التّي تُعتبر من الوسائل المهّمة في عمليات الإنقاذ والإطفاء، و استمتع بين الفقرة والأخرى بوصلات عزف الفرقة النحاسّية والمعزوفات الموسيقية التّي ميّزها الطابع الحماسي ، وأناشيد وطنية للمجموعة الصّوتية .
وتعاقبت تشكيلات الدفعة المتخرجة المرور أمام المنصّة الشرفية في ختام الحفل مقدّمة التّحية العسكرّية لضيوفه، حمل خلالها الأعوان المشكّلين للمرّبعات عتاد التدخّل المتنوّع في لوحات استعراضية بهيجة ، بعدها مرت آليات والعتاد التدخّل الحديث وعتاد آخر للقطاع يعبّر عن حقب زمنية مختلفة .
للإشارة استقبل السيّد وزير الداخلية على هامش حفل التخرج ، المدّير العام للديوان الوطني للحماية المدنية التونسية أمير لواء عبد الصمد بن جدو، والوفد المرافق له من الإطارات بمقر الوحدة الوطنية للتدريب والتدّخل، وجرى اللّقاء في حضور المدير العام للحماية المدنية العقيد بوعلام بوغلاف وإطارات المديرية العّامة ، و يندرج اللّقاء في إطار بحث سبل تعزيز التّعاون الثنائي بين البلدين وتبادل الخبرات والمعلومات لاسيما في مجال التكوين وكذا تنظيم دورات تدريبية مشتركة في إطار التدّخل العملياتي .
نبذة عن حياة المجاهد المرحوم الحاج ابراهيم غومة
المرحوم المجاهد ابراهيم غومة أمين عقال الطاسيلي ناجر من مواليد سنة 1929 بإليزي ، التحق بالثورة التحريرية سنة 1955 ، وكان له دورا محوريا في تفعيل الحركة الثورية عبر المناطق الحدودية الجزائرية الليبية .
انضم سنة 1963 لصفوف مناضلي حزب جبهة التحرير الوطني ، تقلد عدة مناصب، منها أمين محافظة الحزب بولاية اليزي في الفترة مابين 1990 و 1994، وعضو اللجنة المركزية سنة 1994 ، وعضو مؤسس لأكاديمية المجتمع المدني ، ورئيس اللجنة الوطنية للأعيان والعقال بأكاديمية المجتمع المدني سنة 2002 .
عرف عن المرحوم نشاطاته الدؤوبة وعضويته في مختلف المجالس المنتخبة الوطنية والمحلية، وكان من الأعضاء المؤسسين لجمعية أصدقاء طاسيلي ناجر سنة 1989، كما كان للمرحوم نشاط سياسي حثيث من خلال لقاءاته مع شخصيات وزعماء وطنيين ودوليين ، عرف عنه مواقفه الثابتة ودفاعه المستميت عن وحدة التراب الوطني ، حضوره البارز في السّاحة السّياسّية الوطنية من خلال مشاركته في مختلف المؤتمرات والملتقيات الوطنية والدولية.
انتقل المجاهد إلى رحمة الله يوم 3 أكتوبر 2021، تاركا وراءه إرثا من النضال الطويل، إذ تعتبره الجزائر أحد قاماتها الشامخة وصاحب مسيرة حافلة في خدمة الوطن، يعتّز قطاع الحماية المدنية أن تحمل إحدى دفعاته اسمه ويسجّله التاريخ.